Search
Close this search box.

د. رنان غوشة عن الورم النخاعيّ المتعدد وعلاجه

حينما نتحدث عن أمراض وسرطانات الدم، يتبادر الى الأذهان في غالب الأحيان مرض اللوكيميا، أو سرطان الدم. ولكنه ليس الورم الخبيث الوحيد المرتبط بسرطانات الدم المتنوّعة، فهناك أمراض أخرى، بينها مرض يزداد الوعي اليه في السنوات الأخيرة وهو الورم النخاعيّ المتعدد.

وقد استضاف “راديو يبوس” الطبيبة المقدسية رنان غوشة – أخصائية أمراض وأورام الدم في مستشفى شعاري تصيدق بالقدس، ومسؤولة عن وحدة العلاج بالخلايا المهندسة جينيًا، للحديث عن هذا المرض، عن أعراضه، وعن العلاجات المعروضة له.

400 –  500 مريض بالسنة يصابون بالورم النُخاعيّ المتعدد

فتقود د. رنان ردًا على سؤال حول امراض سرطان الدم، أن “الحديث يدور عن أحد أورام الدم، وهو الورم النخاعي المتعدد، اذا كنا نرغب بتعريفه حرفيًا، ويتعارف على استخدام اسم “ميالوما” للإشارة اليه بالعموم. ويُعد من أكثر أورام الدم انتشارًا في البلاد. اذ أن نسبة انتشاره تتزايد سنويًا. بالعام الماضي تم تشخيص حوالي 400 – 500 مريض بالسنة”.

وتضيف د. غوشة “يُعتبر الورم النُخاعيّ المتعدد – ورم مزمن، يُصيب الفئات العمرية فوق سن 40، رجالًا ونساءً على حدٍ سواء. لكن، قد تكون النسبة أعلى عند الرجال”.

وتشرح د. غوشة معنى المرض المزمن فتؤكد “هذا مرض، حينما نقول إنه مرض مزمن، أي مرض لا يمكن الشفاء منه، لكنه قابل للعلاج. يمكن علاجه، ويصيب المريض من هذا المرض أو هذا الالتهاب، هو مرض يجب أن يتعايش معه المريض. لأن العلاج يساعد على أن يكون المرض أو الورم خاملًا في الجسم، لكن في احتمالية أن يعاود الظهور لدى المريض. لذلك يمكن تعريفه كمرض مزمن ويجب أن يتلقى المريض العلاج له”.

أحد سرطنات الدم الآخذة بالازدياد بسبب الوعي

أما بالنسبة لنسبة انتشاره في البلاد، فقد أكدت د. غوشة “هناك بعض عدم فهم لهذا المرض في الوسط العربي، لأنه يعتبر سرطان الدم. فعندما يقول المريض إنه مصاب بسرطان الدم، وبما أنه يُعتبر أحد سرطانات الدم، فهو يتلقى العلاج أيضًا في وحدة أمراض الدم. لا يستطيع المريض التمييز، وفي أحيان لا يميّز أن هذا المرض يختلف عن اللوكيميا – سرطان الدم. لأنه بالنسبة له اللوكيميا هي سرطان الدم، وهذا المرض أيضًا هو سرطان دم”.

وتستطرد قائلة إن هذا المرض الآخذ بالانتشار، بات يُعتبر ثاني أورام الدم انتشارًا في كل العالم، وطبعًا لدينا أيضًا في البلاد. وتُشير الى أن نسبة انتشاره الآخذة بالازدياد ناتجة عن الوعي المتزايد في الأوساط الطبية لتشخيص هذا المرض.

وتؤكد “بالزمنات كان يمكن المريض لا يصل لمرحلة التشخيص، اليوم صرنا نشخص المرض أبكر مما كان في السابق”.

الأعراض: ارتفاع نسبة البروتينات والقصور الكلوي وآلام بالظهر

بخصوص الأعراض تؤكد د. رنان غوشة – المختصة في علاج المرض “يمكن أن نلخص أعراض هذا المرض بناءً على فهمنا لكيفية رجوع هذا المرض. هو عبارة عن ورم بالنخاع العظميّ، هو عبارة عن خلايا سرطانية، في خلايا البلازما، والتي نتيجة طفرة جينية تحدث لدى الانسان المصاب، تبدأ هذه الخلايا بالتكاثر بشكل سريع، فتُفرز نوعًا من أنواع البروتينات. وهنا تكمن المشكلة، إذ أنه حينما ترتفع نسبة هذه البروتينات في الجسم، تتسبب بمشاكل في الكلى، فيأتي المريض مصابًا بقصور في وظيفة الكلى، وأحيانًا مع مشاكل في العظام، أو مع آلام في الظهر.  الكثير من المرضى يتوجهون لنا اثر تحويلة من طبيب العظام، الكثير من المرضى يتوجهون إلينا اثر تحويلة من طبيب الكلى. ومن المحتمل أن يأتي المريض الينا نتيجة اصابته بفقر الدم، ونقوم نحن باجراء فحوصات ونكتشف أن كمية البروتينات لديه عالية في الدم، وحينها نُجري فحوصات أوسع، وبينها نأخذ خزعة من نخاع العظم، كي نتمكن من تشخيص الورم لدى المريض”.

العلاج: بيولوجي

أما إذا أردنا الحديث عن مراحل العلاج للمرض؟ فتؤكد د. غوشة أن “أول شيء يجب أن نفهم أننا نعيش في فترة تشهد تطورًا كبيرًا في علاج الأورام السرطانية عمومًا. وسرطان الميالوما، أي الورم النخاعيّ المتعدد بشكل خاص. لذلك، لدينا كان في الماضي يستخدم العلاج الكيماوي فقط، وبلادنا تُعتبر اليوم من أكثر البلاد تطورًا في علاج هذا السرطان. العلاجات معظمها تعتمد على علاجات بيولوجية، وليست علاجات كيماوية”.

وتضيف “ومن بين هذه العلاجات لا يزال قائم لدينا علاج مهم جدًا عن طريق زراعة نخاع العظم للمريض، لكن، معظم العلاجات.. طبعًا زراعة نخاع العظم هو العلاج الوحيد الذي يشمل العلاج الكيماوي. بينما معظم العلاجات الأخرى هي علاجات بيولوجية، لا تحمل نفس الأعراض أو المضاعفات عن العلاج الكيماوي التي تُخيف المريض وتجعله يشعر بالخوف، أو يبعد أو يهرب من العلاج. كما أنه يوجد لدينا اليوم علاج للميالوما عن طريق خلايا مهندسة جينيًا. خلايا الكاريو سيلس، وهذا تطور كبير في علاج الميالوما”.

كيف يؤثر المرض على حياة المريض؟

أقولها بلغة المريض، تقول د. غوشة “تنقلب حياة المريض رأسًا على عقب. بما معناه، أن هذا المرض يؤثر على المريض. يكون المريض فعالًا، يعمل، يمارس الرياضة، ولكن بسبب اصابته بهذا المرض، وخاصة اذا تم.. ظهر عنده قصور بالعظام أو آلام العظام، يتحول الى مرض يحتاج مساعدة من الاهل، يحتاج مساعدة من الآخرين. المريض يقولها لنا بلغته، أول ما تم تشخيصي بهذا المرض، انقلبت حياتي رأسًا على عقب… فهذا المريض، يرى أنه عاجز عن وظائفه كاملة كما كان من قبل، أن يمارس العمل. هنا وظيفتنا أن نعطيه أكثر من العلاج الطبي. العلاج الطبي قد يعالج المريض ويساعده، ولكن هناك أمور أخرى أساسية يحتاجها المريض الذي يتعامل مع الميالوما. قد يصبح المريض مصابًا بعجز وظيفيّ، فيحتاج دعم وارشاد ومساعدة من الاهل، ومساعدة من مؤسسات مختلفة”.

جمعية “آمين” تقدم الرعاية والمساعدة والارشاد

وتشير د. رنان غوشة الى الدور الذي تلعبه المؤسسات الطبية وجمعية “آمين” لعلاج الورم النخاعيّ المتعدد في مساعدة المرضى وعائلاتهم على تخطي هذه الفترة الصعبة والتعايش مع المرض، مقدمة الرعاية والمساندة النفسية والدعم المعنوي علاوة على الارشاد والتوجيه والتوعية إزاء المرض. فتؤكد “من المهم أن تقدم للمريض المصاب بالورم النخاعي المتعدد، هذه الرعاية النفسية وليس فقط الرعاية الطبية والعلاج الذي نقدمه له. لأنه عامل أساسي في استجابته للعلاج. حينما نعطي المريض أي علاج، يبقى المرض خافتًا في جسده، لكن اذا لم يمر المريض بعمليات تأهيل، تأهيل نفسي أو تأهيل وظيفي، يبقى المريض، يعاني شهرًا وشهرًا آخر يكون يعاني من المرض”.

وتضيف “طبعًا هذه الجمعية توفر للمرضى خدمات أخرى، توفر لهم خدمة علاج الأسنان، العلاج النفسي، وتساعد المريض بالتعرف على مرضى آخرين، الاصغاء لقصتهم، كيفية تعايشهم مع هذا المرض، كيف نجحوا بإكمال طريقهم رغم هذا المرض. تنظم الجمعية ندوات.  والأهم هو أن المريض قد يحتاج الدعم المادي، وبوسع الجمعية أن تساعده وترشده على كيفية التوجه لتحصيل حقوقه. وتوعيه إزاء الحقوق التي يستحقها من التأمين الوطني، كيفية تقديم الأوراق، كيف يعرف ما يحتاج لكي يتعايش مع هذا المرض”.

وتختتم د. غوشة كلامها في المقابلة مشيرة الى أن “الأهم هو أن يتذكر المريض أنه غيره مرّ بهذه التجربة، وهو ايضًا يستطيع أن يمر بها ويتعايش معها، وهذا يساعده كثيرًا”.

وأشارت ختامًا الى رقم الجمعية التي تنضح كافة المرضى الاتصال به لتلقي المساعدة والإرشاد والرد باللغو العربية عبر هاتف رقم 2262326-052

אם כבר מיאלומה – עדיף לעבור את זה ביחד

אנחנו מזמינים אותך להצטרף לאמ”ן,
להתחבר לקהילה תומכת
וליהנות מהטבות מגוונות.